من مرتكزات العقيده المسيحيه هي الايمان باله واحد في ثلاث اقانيم وغالبا ما تفهم هذه العبارة بصورة خاطئه --فالانسان مثلا روح وعقل وجسد لكنه كيان واحد فيه ثلاث تأثيرات --النار فيها كيانها العام وفيها حراره وفيها ضوء اي ثلاث تاثيرات في ماده واحده --فهل الانسان هو ثلاث اشخاص ام شخص واحد مركب من ثلاث تأثيرات فعندما يقال لك فكر بعقلك --هل عقلك كيان مستقل عنك ؟ ---ويقال لك روحك جميله --هل روحك هي شيء اخر مفصول عنك ؟ كلها تعبيرات لمحتوى واحد --ان فصلت احد الثلاثه لن يبقى الانسان --وكذا النار ان اطفئت حرارتها اطفئت بالكامل وان حاولت حجز ضوئها فعلت نفس الشيء اي اطفئتها بالكامل .
تحت اي لوحه فنيه لاي رسام عالمي ستجد توقيعه الذي يدل عليه
ستعرف اللوحه لمن مباشرة من التوقيع --وستعرف القصيده من عنوانها او طريقة كتابتها وستقول هذه طريقة الشاعر الفلاني او روح الشاعر واضحه في ابيات القصيده --بمعنى اخر الاستدلال عن الصانع من المصنوعات التي تحمل اسلوبه وفكره ---
انظر الى الكون مم يتكون --الزمان والمكان والمادة --لا يوجد حيز رابع --فهو ثلاثة --الماء اساس كل شيء حي --ذرتين من الهيدروجين وذرة اوكسجين --ثلاثة في واحد ----القياسات في كل شيء تتكون من الطول والعرض والارتفاع ---لايوجد بعد رابع ---هي ثلاثه فقط ---انواع الكائنات الحيه --انسان ونبات وحيوان --لايوجد نوع رابع من المخلوقات ---الماده في حالاتها اما صلب او سائل او غاز ---لا توجد حاله رابعه ---الثلاثيات هذه توقيع صانعها وجابلها الذي هو في النهايه واحد له ثلاث تاثيرات .
عندما تقول العقيده المسيحيه الاب والابن والروح القدس --فهي تبدأ بالاب الكيان الاساسي الواحد خالق كل شيء والمتسلط على كل الكون وخلقه بكلمة منه --وهنا نأتي للتأثير الثاني كلمة الله --التي خلق بها كل شيء --والمسيح في العقيده المسيحية كلمة الله المتجسده في صورة انسان --تعود اصل معنى كلمه في الانجيل الى الانجيل الاول الذي كتب باليونانيه واصلها لوغوس باليونانيه وتعني كلمة وفكر ومنطق ---الله القادر على كل شيء فكره ومنطقه وكلمته تجسد في صورة انسان ليتم توصيل هذا الفكر بمستوى العقل البشري ---الله الذي تصور في شجرة اوفي نار اليس بالاحرى الانسان افضل من الشجرة والنار ؟ ---.
لنتصور انك تجلس امام منضده وترى نمله تمشي عليها وهي متجهة نحو خطر ما --هل يمكنك ان تحذرها بالكلام البشري وهل ستفهم تحذيراتك اذا ما هو الحل --ان تصير لغتك لغة هذه النمله لتوصل لها الفكرة التي تجوب في عقلك ---كلمة الله تجسدت في الشكل البشري لايصال رسالة الله لخلاص جميع البشر .
وبعد قيامة المسيح وقبل صعوده الى السماء وعد تلاميذه والمؤمنين به بقدوم الروح القدس معهم ليقويهم ويشجعهم ويذكرهم دائما بما علمهم اياه --وهنا التأثير الثالث --الروح القدس هو كفعل الحرارة في النار --التاثير الذي يذكرك بوجود الكيان الاصلي ويجعلك في تواصل مستمر مع مصدر هذه الحرارة ---لاخذ التشجيع والتعليم المناسب في كل ظروف حياتهم --ويعمل ايظا على تغيير الانسان بالكامل من حالته الساقطه التواقه الى الشر والخطيئه الى حاله من البر والنقاء الداخلي --كفعل الحرارة التي تبقيك دافئا رغم قساوة البرد .
من هذا يتضح ان عقيدة الثالوث في المسيحيه لا تعني اطلاقا ثلاثة آلهه --بل اله واحد في ثلاث تأثيرات ---ومن البديهي ان اي مسيحي
حقيقي لابد ان يكون على فهم ودرايه لهذه الامور --وعلى معرفه تامه بأساسيات هذه العقيده --التي لم تكن يوما تؤمن بغير اله واحد خالق وصانع كل هذا الكون